البلد الذي هزم التاريخ والسياسة والاقتصاد والفلسفة
26 أغسطس، 2016
733 3 دقائق
يمنات
حسن عبد الوارث
“ان اليمن هو البلد الوحيد الذي لا يمكن التنبؤ بماضيه”!
نعم، أنا كتبتها صحيحة وأنت قرأتها صحيحة: بماضيه ، وليس بمستقبله .. فالسائد معرفياً أن المستقبل لا يمكن التنبؤ به ، لكن في اليمن تنقلب كل النظريات والقوانين والمعادلات وسائر البديهيات رأساً على عقب!
والعبارة – في السطر الأول – قالها محلل سياسي أستضافه برنامج “السياسة بين السائل والمجيب” المبثوث من اذاعة لندن ، قبل نحو ثلاثة عقود ، ولازلت أحفظها في الذاكرة وأُعايشها في الواقع على مدار الأيام.
وفي الأيام القليلة المقبلة ، سأستعيد – معكم – ترديد وتأكيد هذه العبارة وما ورائها من مغزى كبير ومدلول خطير.
عبارة أخرى طالما قرأتها وسمعتها ، ولا زالت تتسبّب لي بصداع معرفي في غاية العمق والألم:
“من كان جزءاً من المشكلة .. لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل”.
هي الأخرى سقط معناها السائد في القاموس السياسي والأخلاقي على السواء .. بل أنقلب معناها الى الضد تماماً..
ألا تصدّقونني..؟
غداً – القريب ، لا البعيد – سترون وتلمسون كيف يكون الجزء الحميم من المشكلة جزءاً أصيلاً من الحل ( مع تحفُّظي الشديد على مفردة “الحل” هنا بالذات).
البقية في حياة هذا البلد الذي هزم التاريخ والسياسة والاقتصاد والفلسفة و … الأخلاق!